قصة ايوب عليه السلام رمز الصبر واللجوء إلى الله وقت الشدة، قصة تعطي موعظة لكل عبد يمر بابتلاء أن يصبر عليه ويدعو الله أن يكشف عنه هذا البلاء فلا مجيب له إلا الله سبحانة وتعالى ولا كاشف له إلا الله فهو الذي بيدة مقاليد كل شيء حتى يشعر العبد بالراحة والطمأنينة مثلما فعل نبي الله أيوب كانت نفسيتة راضية مطمئنة وتقبل كل ما قسمة الله له.
دعونا نصطحبكم معنا في هذا المقال للتعرف معا على قصة ايوب عليه السلام الذي لقب بذو البلاء
من هو ايوب عليه السلام؟
هو أحد الأنبياء الذي ورد اسمه في أربع مواضع في القرآن الكريم وينتهي نسبه إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام وهو النبي الذي اختاره المولى عز وجل ليختبر صبره فابتلاة في مالة وبدنة وأهلة ليرى قدرته على الصبر على كل هذه الابتلاءات، إلا أنه نجح في الاختبار بجدارة وصبر صبراً جميلاً جزاة الله عنه كل خير وذكره الله في كتابة العزيز ليكون عبرة نأخذ منها الكثير من الدروس والهدى والإيمان.
إقرأ:
بحث عن المولد النبوى الشريف و تاريخ لإحتفال بهِ علي مر العصور
قصة صبر أيوب
تعد قصة ايوب عليه السلام من أعظم قصص الأنبياء التي ذكرها الله سبحانة وتعالى لما فيها من عبرة وعظة يقتدى بها، وتعرض لنا كيف صبر هذا النبي على ما ابتلاه ربه من مرض لتكون موعظة حسنة لكل من يقرأها، وتروي لنا القصة أن ايوب عليه السلام كان يمتلك الكثير من المال والعديد من الأراضي الواسعة التي يعجز البصر عن حصرها بالإضافة إلى الأنعام والمواشي التي لا تحصى ولا تعد، وفجأة ابتلاة الله بفقد كل هذه الأموال وفقد كل أبنائه ثم ابتلاة المولى في جسدة حتى أنه لم يظل له موضع في جسدة إلا ومرض به ما عدا قلبه ولسانة اللذان ظلا يذكران الله ويسبحان للخالق ليلاً ونهاراً، ومن ضمن البلاء أن نفر منه الجميع وألقوا به في مزبلة خارج بلدة لأنه كان رجلاً ضعيفاً لا حول له ولا قوة.
شاهد ايضاً :
وذات يوم تمثل له إبليس في صورة رجل حكيم وأخذ يشككه في عبادته لله ويظهر له كيف أن الله ابتلاة ولم يرعاة وكيف حرمة من أبناءة ومالة، فنظر إليه وبكى قائلاً (الله أعطى والله أخذ فله الحمد معطياً وسالباً، راضياً وساخطاً، نافعاً وضاراً، وخرّ بعد كلامه هذا لله ساجداً وترك إبليس يتميز من غيظه).
ولم يبق له سوى زوجته الصالحة التي كانت تحفظ حقة وتخاف عليه وترعاه والتي كانت تعمل عند الناس بالأجر لتأتيه بالطعام بالرغم من صبرها على فراق أبنائها وأموال زوجها وبالرغم من نفور الناس لها لمجرد أنها كانت زوجة أيوب خوفاً أن يعديهم ببلاءة ولما عجزت عن العمل في أي منزل قامت ببيع ضفيرتها لإحدى بنات الأشراف مقابل الكثير من الطعام التي أتت به إلى أيوب وعندما سألها من أين أتت بهذا الطعام أنكرت بيع ضفيرتها إلا أنه لم يصدقها وأقسم ألا يأكل منه حتى تخبرة من أين أتت به فكشفت عن رأسها خمارها فرأى رأسها محلوقة فتوجه إلى الله وقال في دعائه: ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83] فجاء الفرج من الله: ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾ [ص: 42] فضرب برجله فأنبع الله عيناً اردة الماء وظل يغتسل بها ويشرب منها فرفع الله عنه البلاء وأصبح جسدة معافى وفي كامل صحته وجمالا ليس له مثيل ومالاً كثيراً، حتى أصبح المال يهطل عليه كالمطر، والذهب كالجراد فجعل أيوب يحثي في ثوبه، فناداه ربه تبارك وتعالى: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى وعزتك و لكن لا غنى بي عن بركتك” وأخلف الله له أهله، كما قال سبحانه: ﴿ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 84].
وهكذا كشف الله البلاء عن ايوب عليه السلام بعد معاناة مع المرض ظلت ثمانية عشر عاماً، لأنه كان من الصابرين فبرغم ما مر به من ابتلاءات إلا أنه لم يتوانى عن حمد الله وشكره على نعمه وكان صابراً صبراً كثيراً فهو خير موعظة للمؤمنين ويتجلى هذا في كلام المولى عز وجل حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ” صدق الله العظيم … فلنتعرف على قصة سيدنا أيوب عليه السلام كما فسرها كبار علماء الدين مثلما وردت في القرآن الكريم