قصة الاعمى والابرص والاقرع ، وهي المستمدة من حديث للنبي صل الله وعليه وسلم ، ليضرب لنا بها المثال والقدوة في أهمية الصبر على البلاء ، وكيف يكون جزاء الصابرين عليه ، وحلاوة التعويض من الله عز وجل ، وتعتبر قصة الاعمى والابرص والاقرع ، من قصص السلف الصالح.
قصة الاعمى والابرص والاقرع
هي قصة تتحدث عن ثلاثة أشخاص من بني اسرائيل ، وتعرض كل رجل من الثلاثة رجال إلى بلاء مختلف أصاب الجسد والصحة ، وبهذا البلاء أرد الله اختبار صبر كلا منهم على هذا البلاء ، ويعلم من منهم سيشكر الله ، ومن سيكفر فالله هو السميع العليم ، حيث أصيب الأول بالبرص وأصيب الثاني القراع ، وأصيب الثالث بالعمى:
قصة الرجل الابرص
اقرأ أيضا
أرسل الله ملكا للرجل الأول وهو المصاب بمرض البرص ، فقال له الملك أي شيء أحب إليك ، فقال له الرجل المصاب أتمنى ان يزول عني المرض، وأن يتحول لون الجلد إلى اللون الطبيعي وشكل أحسن وأفضل ، فاستجاب الله له ورفع عنه البلاء ، فطلب الرجل من الملك مالا فأجابه الله ، وأعطاه الإبل منها مائة ناقة حاملا، ودعا له بالبركة في المال والرزق ، وبعد مرور السنين تجسد الملك في رجل أبرص ، وذهب للرجل الذي كان مصابا بالبرص ، يقول له أعطاك الله الوجه الحسن والجلد الحسن والمال الكثير، أعطني بعيرا يعنني على السفر، فرد عليه الرجل قائلا إن الحقوق كثيرة ، ولا استطيع أن أعطيك ، فرد عليه الملك أم تكن أنت الرجل الذي كنت أبرصا وفقيرا ، فقال له الرجل لا ليس أنا ، بل أنا ورثته عن الجدود والآباء ، فدعا عليه الملك أن يعود لما كان عليه من قبل إن كان كاذبا.
قصة الرجل الأقرع
اقرأ أيضا
ذهب الملك للرجل المصاب بالقراع وسأله نفس سؤال الرجل الأول المصاب بالبرص ، أي شيء أحب إليك فقال الرجل أتمنى أن يزول عني القراع ، فاستجاب له وأزال عنه البلاء فعاد له شعره بشكل حسن ، وسأله عن أفضل ما يحب من المال فسأله الرجل بقرة ، فأعطاه بقرة حامل ، ودعا له بالبركة في المال والرزق، ومرت السنين، وذهب الملك إلى الرجل مرة أخرى ، وقال له انقطع بي الحال ولا أجد المال ، وأراك حسن الوجه وكثير المال اعطني بقرة تعينني ، فقال له الرجل إنني تكالبت عليا الديون ، فقال له الملك ألست أنت الرجل الذي كان مصابا بالقرع وفقيرا ،فقال له لا بل مالي ورثته من جدودي وآبائي ، فدعا عليه يعود لما كان عليه إن كان كاذبا.
قصة الرجل الأعمى
اقرأ أيضا
ذهب الملك للرجل الثالث والمصاب بالبلاء في عينيه ، وفقد البصر وسأله أي شيء أحب إليك ، فتمنى الرجل أن يرد الله له بصره ، فأعطاه الرجل ما تمنى وسأله من يحب من المال ، فطلب الرجل الغنم فأعطاه شاه حامل ، ودعا له بالبركة في المال والرزق ، وبعد مرور السنين عاد الملك للرجل متجسدا في رجل أعمى ، وقال له أنا فقير مسكين أعطني شاه تعينني على سفري ، وأراك حسن البصر والمال ، فقال له الرجل لقد كنت أعمى وشفاني الله ، خذ ما تشاء من رزق الله والله لا أمنعك أبدا ، فقال له الملك أمسك عليك مالك وبارك الله لك في المال.
نهاية القصة
الرجل الأعمى التقي الورع الصابر المحتسب ، أعطى للسائل حرية اختيار ما يسأل ، فأخبره الملك الحقيقة ، وقص له ما حدث من الرجلين السابقين المصاب بالقرع ، والمصاب بالبرص وأن الله رضى عنه وسخط على صاحبيه ، وأما الرجل الأبرص ، فقد عاد كما كان مريضا بالبرص وفقيرا والرجل الأقرع ، عاد مريضا وفقيرا ، أما الأعمى فزاد الله له في الرزق والبركة.