قصة الاسراء والمعراج في التاريخ الإسلامي تُعتبر مِن أكثر القصص تأثيراً علي الإطلاق فأحداثها ليست عادية فهي تدور حول معجزة خرقت كافة قواميس الطبيعية التي قد يتخيلها أي إنسان معجزة كانت نُصرة للدعوة الإسلامية و فضلاً مِن الله عز و جل علي نبيه محمد عليه الصلاة و السلام و مواساة له بعد الحزن الذي مرّ به .
قد يهمك
إسلوب قصة الاسراء والمعراج في القرأن الكريم
القرأن الكريم هو معجزة أخر الأنبياء و المرسلين مُحمد عليه أفضل الصلاة و السلام و هو معجزة خالدة باقية لما بعد فناء الحياة و قد نظم القرأن الكريم تعميم المعارفِ و الأحكام للناس بأبدع الطرق و الوسائل ففي أياتهِ حقق الإعجاز في التّبِيان و الواقعية في الحوار و الصدق في النقل و مِن الجدير بالذكر أنه يتسم كذلك بشموليته و تنوع إستعراضه للأحداث و التشريعات و مواجهة الواقع بكل صراحة و تنظيم كافة شئون الواقع و نظم مساراته فمِن مناهج القرأن الكريم تناول كافة المجريات بإسلوب قصصي مُمنهج يعتمد علي الموضوعية و جلب القصص مِن التاريخ و عرضها بأصلها دون أي تغيير أو تشوه .
النقل الموضوعي للقصة التاريخية الذي يتسم بهِ القرأن الكريم يجعل مَن يستمع للأيات و يتدبرها يكون حاضراً للأحداث مُستحضراً مشاهدها مندمجاً معها بطريقة واقعية و تحليل مبني علي الأدلة و هو ما يُحقق الإيمان و التصديق بما تسوقه الأيات بإعجاز و تبيانٍ .
تشمل أيات القرأن الكريم ثلاثة أنماط مِن القصص النمط الأول هو ذكر الأنبياء و معجزاتهم و بعثهم و موقف أقوامهم و جزاء مَن أمن معهم و جزاء مَن كفر و النمط الثاني هو ذكر حوادث التاريخ و ما خفي عن أهل الحاضر أو حتي وصلهم و لكن بشكل مشوه و عن النمط الثالث و الأخير فهو مُخصص للإشارة إلي حوادث بعثة النبي محمد علي أفضل الصلاة و السلام و الظروف التي صاحبته و تركيبة مجتمع البعثة و الحروب و الغزوات التي خاضها و تأسيس الدولة الإسلامية و الإتفاقات و المعاهدات و الإنتصارات و سيرة الرسول و الصحابة مثل ما ورد في قصة المجادلة و أسري بدر و حادثة الإسراء و المعراج و غيرهم مِن قصص الدعوة النبوية .
إقرأ أيضاً
قصة الاسراء والمعراج
أحداث قصة الإسراء و المعراجمعجزة قصة الإسراء و المعراج هي أن الله عز و جل أسري نبيه محمد مِن المسجد الحرام في مكة المكرمة إلي المسجد الأقصي في القدس بفلسطين و منه عرج بهِ للسماء ليُريه مِن أياتهِ الكبري ، و مِن الجدير بالذكر أنه بالرغم مِن عدم ذكر الحاثة تصريحاً في أيات القرأن الكريم إلا أنها إشتملت إشارات تؤيد صحتها و منها ما ورد في قولهِ تعالي ” وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ*لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ” و عن تفسير أية ” وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ” فإن المقصود هو أن الرسول عليه الصلاة و السلام رأي جبريل علي هيئتهِ التي خلقه الله عليها و قد كانت هذه المرة الثانية التي يراه فيها علي هذه الهيئة و قد كانت المرة الأولي ليلة البعث لما أوحي إليه .
قد يهمك
التوقيت و المكان
في توقيت رحلة الإسراء و المعراج قيل قولان الأول هو أنها وقعت قبل الهجرة بثلاثة سنوات و الثاني هو أنها وقعت قبل الهجرة بسنة واحدة و كذلك الأمر بالنسبة لموضع بدايتها حيث يوجد قولان الأول هو أنها بدأت مِن المسجد الحرام حينما كان الرسول نائماً الحِجر و القول الثاني هو أنها بدأت مِن بيت أم هاني بنت أبي طالب .