فيلم لوجان وأفضل ظهور لشخصية ولفرين على الإطلاق
ربما لم يكن المخرج جيمس مانجولد موفقا بتلك الدرجة فى فيلم The Wolverine عام 2013 .
ولكنه بالتأكيد صنع أفضل رؤية لشخصية ولفرين فى تلك المرة .
فالفيلم المبنى على أحد أفضل القصص لشخصية ولفرين أو لوجان وهى Old Man Logan ، لم يكن مجرد تصوير للقصة المصورة على السينما كما يتوقع البعض .
بل كان هناك رؤية خاصة وعميقة ومختلفة للمخرج جسدها على الشاشة .
فنرى فى فيلم لوجان تأثر المخرج بأفلام أخرى كما كان وضح من قبل ويبدو روح تلك الأفلام ظاهرا بالفعل على الشاشة .
الأفلام المتأثر بها الفيلم :
فالجو العام الملبد بالكئابة الشديدة كان كأنه من فيلم Shane المنتج عام 1953 ..
حتى أن هناك عبارات مقتبسة نصا بلا مواربة صراحة من هذا الفيلم الويسترن كلاسيكى القديم .
كما أن الرحلة الشاقة مع بروفيسور تشالز إكزافير الذى أصابه الخرف والشيخوخة بشدة هربا من المنظمة العسكرية الغامضة التى أجبرته على ترك مخبأه الآمن تشعر بأنها ذات نفس جو الرحلة الخاصة بفيلم Little Miss Sunshine لعام 2006 .
فالبطل يواجه مشقة كبيرة فى الرحلة وإجبار على ترك مكانه الآمن هربا ، وليس لمجرد التغيير .
يصحبه فى الرحلة الفتاة لورا بالإضافة للرجل المسن المريض الآن بروفيسور إكس .
البطل ولفرين أو لوجان يظهر فى هذا الفيلم كنسخة من المصارع المتهالك والذى أدى دوره ميكى رورك فى فيلم The Wrestler عام 2008.
لوجان آخر :
لقد أصاب الوهن لوجان وتحول من آلة قتل عنيفة وبلا رحمة إلى لوجان الإنسان الذى يريد أن يحيا بسلام .
كما أن قدرات الشفاء لديه ضعفت بشدة ، فلم تعد كسابق عهدها فى السرعة بل أصبحت أبطأ وأكثر إيلاما .
جسد لوجان لم يعد كسابق عهده بل تراه يترنج ويصيبه التعب والإجهاد بشدة فى القتال .
كما أن العاطفة التى تسيطر عليه بين شفقته على الرجل العجوز البروفيسور إكس وبين محاولته للإعتناء بآلة القتل النسخة المصغرة منه لورا .
بالإضافة إلى رغبته فى الحياة كشخص طيب .
كل تلك الأمور لم تكن محاولات لإضفاء صفات العمق والدراما على الفيلم ، بل جاءت بإحترافية مدهشة وبلا تكلف أو عناء .
وفى المشاهد التى تجمع الثلاثة معا ، تظهر الدراما والعاطفة بأروع ما يكون .
لوجان بلا رحمة :
فى هذا الفيلم جاءت جرعة العنف قوية للغاية ، فلوجان الذى جل ما يريده أن يترك وشأنه ليحيا حياة عادية بسيطة .
عندما وجد نفسه مطاردا من أعداءه وبلا سبب سوى قدراته .
فى تلك اللحظة قرر أن يضرب ويقتلهم ويمثل بهم وبلا أدنى رحمة.
ربما من أجل الرجل العجوز الذى لا يستطيع حماية نفسه أو من أجل الفتاة الصغيرة .
ربما من أجل نفسه المهم أنه قرر أن يذيقهم الويل والجحيم بلا مواربة .
إخراج متميز لفيلم لوجان :
لم يعتمد المخرج فى هذا الجزء على مشاهد الحاسوب من أجل تجسيد الأحداث ، بل حاول المخرج إبقاء الوضع دراميا قدر الإمكان .
وهذه نقطة تحسب له فى الواقع بشدة.
فمع تصنيف الفيلم الجديد ، ومع نضوجه كان الأمر يحتاج إلى المزيد من القوة فى المشاهد والواقعية أكثر .
وعلى الرغم من أن المعركة النهائية كانت إلى حد بعيد غير مرتبة وعشوائية قليلا خاصة بالنسبة للمعارك خلال الأحداث .
إلا ان تلك المعركة لم تنزلق إلى المعارك الهزلية مثل معركة الروبوت الساموراى فى فيلم ولفرين لعام 2013 .
الجو العام للفيلم ربما أشبه بأفلام الحركة والأكشن للسبعينات وقوتها وهو أمر لا يعيب الفيلم بل العكس .
فى الواقع مع وداع هيو جاكمان لشخصية ولفرين فى فيلم لوجان .
كان الأداء الخاص به يمثل أجمل مباراة إعتزال له على الإطلاق .
كما أثبت أنه لا أحد فى الواقع يستطيع أداء ولفرين مثل هيو جاكمان الولفرين الأصلى .