عملية تدبيس المعدة ، سلاح ذو حدين، تعد أحد العمليات الجراحية التي تتناول صحة الإنسان من جانبين، جانب سلبي وجانب إيجابي، الجانب الإيجابي يتمثل في دورها الحيوي في إنقاص الوزن للحد من الكثير من أمراض السمنة المفرطة، بينما الجانب السلبي فيتمثل فيما يتبعها من أضرار جسيمة على صحة الإنسان، والتي قد تصل بالإنسان إلى نقص مناعة بالغ يعرضه للكثير من الأمراض.
وسوف نصطحبكم معنا للتعرف على كل ما يخص عملية تدبيس المعدة بدءاً من دخول المريض غرفة العمليات وحتى ما يصحبها من فوائد وأضرار وعليكم الاختيار.
عملية تدبيس المعدة داخل غرفة العمليات
تستغرق عملية التدبيس مدة تقرب من ثلاث ساعات، يتم خلالها قص المعدة لتصغير حجمها حيث يتم فصلها لجزئين بحيث أن الكمية الكبيرة من الطعام لا تمر على المعدة مما يؤدي إلى التقليل من إفراز الهرمون المسئول عن الشعور بالجوع، ويظل الجزء الصغير وهو أقل عشر مرات من حجم المعدة القديم هو المسئول عن استيعاب الطعام مما يعطي المريض شعوراً بفقدان شهيته، ومن ثم تكون لديه قدرة على التحكم في كمية الطعام التي يتناولها، وبالتالي يفقد وزنه بشكل كبير.
من يلجأ لعملية التدبيس؟
البعض ممن يزيد وزنه عن 100 كجم يعانون من الكثير من الأمراض وقلة الحركة بسبب أوزانهم، فيتبعون حمية غذائية قاسية فتققل أوزانهم، وسرعان ما يعودون لسيرتهم الأولى في تناول الطعام بسبب زيادة شهيتهم للطعام الناتجة عن حرمانهم منه، مما يجعل أوزانهم تزيد بشكل أكبر من ذي قبلن وهكذا، فيلجأون لعملية تدبيس المعدة للوصول لحل جذري يجعل قوامهم ممشوق.
إيجابيات عملية التدبيس
توجد بعض الإيجابيات لعملية التدبيس ولكنها قليلة جداً مقارنة بسلبياتها، وهي إنقاص الوزن بشكل مثالي يرفع من روح المريض المعنوية، الحد من الأمراض الضارة الناتجة عن الوزن المفرط مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع السكر، كما أن فقدان الوزن يكسب المريض شعوراً بالسعادة وأنه يمارس حياته الطبيعية من حركة، رياضة كما تحميه من نظرات الأخرين الثاقبة له بسبب وزنه الزائد .
سلبيات عملية التدبيس
تؤدي عمليات تدبيس المعدة أو تكميم المعدة إلى العديد من الانتكاسات الصحية التي يعاني منها الشخص ومن أهم تلك المخاطر انخفاض مستوى السكر في الدم، حيث يتأثر الأشخاص الذين قاموا بتدبيس المعدة إلى هبوط مستوى السكر بشكل خطير، وكلنا نعلم أن السكر هو مصدر الحياة للمخ وبدون يتوقف المخ عن آداء مهامة بشكل كامل فيحدث إرتباك وتشوش، دوار، سرعة في دقات القلب، رعشة وتعرق، صداع مزمن، بالإضافة إلى حدوث قلق واضطرابات في النوم، حيث أن معدل انخفاض السكر يزيد ليلاً أكثر من نهاراً مما يعرض الشخص المرض لحدوث أزمات قلبية ويمكن أن يدخل في حالة غيبوبة مفاجأة.
ومن المخاطر الناتجة أيضاً عن جراحة التدبيس، حدوث الوفاة وخاصة في السيدات اللاتي تتراوح أعمارهم من 35- 44، ويرجع ذلك إلى سوء التغذية، مشاكل المرارة
الفحص قبل الجراحة
من الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تحدث في بعض جراحات التدبيس عدم دراسة الحالة الطبية للمريض بشكل متكامل قبل إجرائها، فضلاً عن المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المريض داخل غرفة العمليات وخاصة لتلك التي تتم بالجراحة والتي يمكن أن تؤدي إلى ثقوب بجدار المعدة، حيث أن المنظار أكثر أماناً من الجراحة.
وهكذا وضعت جراحة تدبيس المعدة نفسها بين الخطأ والصواب، الصواب لمن يعشقون القوام الرشيق ويحلمون بالنحافة وإنقاص الوزن، والخطأ ما لها من أعراض جانبية حيث تفقد الجسم العديد من العناصر الغذائية الهامة التي تعرضه إلى أضرار جسيمة، لذا عليك التريث والتفكير قبل اتخاذ القرار.