سوزان شنايدر، قد لا يعرفها الكثيرون، وقد لا يعرف البعض بشأنها شيئًا على الإطلاق، سوى اسمها الذي يتشابه مع زوجة الممثل الراحل روبين ويليامز.
ولكن سوزان شنايدر فيلسوفة وعالمة متميزة، في مجال الفلسفة وأخلاقيات علم الأحياء.
وفي هذه المقالة سوف نتناول بعض المحطات في حياتها، ونتحدث بشأنها علمها وعملها.
قد يهمك أيضًا: علماء من نيوزيلاندا … نهاية العالم تبدأ من عندنا
مولد سوزان شنايدر وعملها
ولدت سوزان شنايدر في عام 1964م ، بالولايات لامتحدة الأميركية بمقاطعة مارين في ولاية كاليفورنيا.
تزوجت سوزان وعاشت مع زوجها في كاليفورنيا، فلم تبتعد كثيرًا عن مسقط رأسها.
عملت سوزان شنايدر عضو هيئة تدريس لأخلاقيات علم الأحياء، في مركز بيل لمجموعة الأخلاقيات والتكنولوجيا، كما عملت كعضو زائر بمعهد الدراسات المتقدمة في برينستون، هذا إلى جانب كونها تعمل أستاذًا جامعيًا في جامعة كونيتيكت.
وكانت شنايدر قد عملت في بداياتها بمكتبة الكونجرس، وتم ترشيحها لجائزة العالم للعلوم الإنسانية.
الحياة الأكاديمية لسوزان شنايدر
بدأت شنايدر عملها ودراستها في فحص طبيعة وكيفية عمل كل من الذات والعقل، حيث تعمقت شنايدر في كل من لفلسفة والميتافيزيقيا المتعلقين بالعقل وعمله.
تستكشف أعمال شنايدر طبيعة الفكر، وذلك في إطار الاكتشافات في مجالات العلوم المعرفية، وقد أقرت وأكدت شنايدر أن الدماغ ما هو سوى حاسوب آلي، ولكنه متطور حيث يستخدم لغة الفكر في التعامل مع كل ما حوله.
لم يتوقف نشاط شنايدر أكاديميًا عند هذا الحد، بل امتد إلى مناقشات عميقة بشأن الذكاء الاصطناعي، والذكاء الفائق، وكيفية تعزيز العقل.
حيث أشارت شنايدر إلى أن عملية تعزيز العقل، قد تلجأ لاستخدام العلوم المعرفية والميتافيزيقيا والأخلاق، إلى جانب تداخلها مع تجارب الخيال العلمي لتحديد المشكلات المحتملة.
اقرأ هنا: فريدريك إنجلز واحد من أهم فلاسفة الماركسية الشيوعية … من هو ؟
وقد أعلنت وكالة ناسا تعليقًا على هذا الأمر، بأمر الكائنات المرجحة لتكون ذات ذكاء فائقًا، هي الروبوتات فائقة الذكاء، وليس البشر.
وتم الإعلان عن أعمالها، ودارت جدالات واسعة بشأن تلك الأفكار، والتي نُشرت في كل من The New York Times و Wired Magazine و Smithsonian و Big Think و Discover Magazine و Science Magazine و Motherboard و Slate و Popular Mechanics والمزيد.
ونتيجة لما تم إثارته من جدل بشأنها، تحولت أعمال شنايدر إلى موضوع فيلم وثائقي تلفزيوني على PBS، وظهرت في العديد من الأفلام الوثائقية التلفزيونية .
لغة الفكر
وفي هذا الإطار، استطاعت شنايدر أن تقدم منهجًا جديدًا يعني بما يعرف باسم منهج لغة الفكر، والذي يقر بأن كل من البشر والحيوانات غير البشر، لهم لغة فكر داخلية غير منطوقة، تتميز في تركيبها عن اللغة الواضحة.
وتعد تلك اللغة عملية حسابية، ذلك أن التفكير يعمل وفقًا لخوارزمية متخصصة، يتم تحديدها عن طريق البحث في العلوم المعرفية.
اقرأ أيضًا: عالم غير مفهوم
ومن خلال تلك النظرية، تقدم شنايدر نقدًا لمبدأ التفكير، باستخدام النهج الشبكي أو الشبكة العصبية.
ودمجت شنايدر النظام الخوارزمي مع الشبكة العصبية، في كيفية معالجة الدماغ للمعلومات.
فالتفكير من وجهة نظرها عبارة عن رموز مدروسة، يتم تنفيذها من قبل الشبكات العصبية.
انتقد المهندس المعماري الفلسفي لوت جيري فودور تفكير شنايدر، وأقر بأن هذا العقل المعرفي غير مرجح تواجده على الإطلاق.
إلا أن شنايدر أوضحت أن تطوير نظريات الحاسوبة بشأن الإدراك، هو ما يؤكد وجهات نظرها في مسألة الذكاء الاصطناعي.
ودافعت شنايدر عن وجهة نظرها بشأن الطبيعة الرمزية للعقل، فالرموز وفقًا لشنايدر هي المفردات الأساسية في لغة التفكير.
وهذا يعمل جنبًا إلى جنب مع المعرفة، لبناء المفاهيم داخل العقل، ومن ثَم يتطور إلى الفكر.