الكراكن من بين حكايا خرافية قديمة ومتعددة يتمتع بشهرة كبيرة للغاية بين تلك القصص والروايات ، حيث لا تجد أي أساطير قديمة عن البحار والمحيطات والوحوش الضارية بها إلا وتجد الكراكن يحتل مكانة مميزة من بين تلك القصص الأسطورية.
اقرأ كذلك
الكراكن في عالم القصص الإسكندنافية القديمة :
وفقا للفلكلور النرويجي الكراكن هو كائن ضخم بصورة لا يكاد يتخيلها عقل فقد وصفه الأسقف النرويجي بونتوبيدان بأنه يتجاوز طول ظهره كيلو مترا ونصف ولديه أذرع بالغة الطول يمكنها أن تلتف حول أي سفينة مهما كان طولها وحجمها ، ولديه العديد من الأذرع بحيث أنه يمكنه أن يلتف حول أكثر من سفينة في نفس الوقت .
وقيل أنه كائن أسطوري يصل حجمه إلي 20 مترا وهو يكون متواجدا في المياة علي شكل جزيرة صغيرة ، إلا أنه يفاجىء البحارة بالإلتفاف حول سفنهم بأذرعه الأسطورية الطويلة القوية حينما يقتربون منه .
ويشتد الحديث عنه بشدة في كلا من أيسلندا وبلدان النرويج ، وأقرب التشبيهات التى أطلقها العلماء في النرويج علي هذا النوع من الوحوش أن الكراكن هو كل وحش عملاق ضخم يحيا في أعماق البحار ، كما قالوا أنه ربما هو نوع من الحبارات العملاقة والتى تتواجد في أعماق المحيطات السحيقة وهو أمر طبيعي للغاية بالنسبة لتلك المحيطات والبحار الضخمة .
حكاية خرافية قديمة تتحول إلي حقيقة :
الأمر الغريب والمميز في حكايات الوحش البحري القديم أنه ظهرت بالفعل العديد من الدلائل علي تواجده ، ففي العام 1847 عالم الحيوان الدانمركي يوهان جابتيوس ستينستروب قدم أدلة علمية حسب وجهة نظره علي وجود هذا الحيوان العملاق بالفعل ، وقال في نظرياته أنه يمتلك فم وبلعوم حبار إلا أنه عملاق بشكل كبير .
مشاهدات وأبحاث بين القصة الخرافية وبين العلم :
وفي العم 1857 حصل أخيرا الوحش الخرافي القادم من الحكايا الخرافية والقصص الأسطورية القديمة علي اسم علمي وهو Architeuthisdux ، ولكن كان المجتمع العلمي العالمي لا يزال في شك كبير حول تواجده .
ولكن جاء العام 1861 ليحمل حكاية مجموعة من الصيادين الذين شاهدوه بالفعل وحاولوا اصطياده بشتي الطرق إلا أنهم لم يفلحوا في هذا ولكن مازال الأمر غامضا ، حتي جاء العام 1870 وشاهد الكثير من شهود العيان هذا الحبار العملاق علي شواطئ نيوفاوندلاند ولابرادور في كندا .
ثم عثر صبيين في فلوريدا في نهاية نوفمبر 1896 علي جسد لحيوان بحري عملاق في مرحلة متقدمة من التعفن الجسدي ، وبفحص هذا المخلوق من خبراء وهواة البيئة قيل أن مجساته كانت تصل إلي 10 أمتار علي الأقل وذهب البعض منهم إلي أنها تجاوزت ال 20 مترا علي الأقل ، ثم تراجع بعضهم عن أقواله فيما بعد وقال أحدهم أنها كانت مجرد جمجمة حوت عملاق .
تم طي القصة تماما ولكنها عادت إلي الذاكرة في العام 1957 حينما قرر عالم الحيوان البحري غلين فورست المقارنة بين هذا الحيوان القديم وبين ن خلايا حوت وحبار عملاق ، وبعد إجراء بحوث تم التوصل إلي أنه لا يوجد أي تشابه بين الحوت وبين خلايا هذا المخلوق القديم ، ولكن هناك احتمال كبير يظل قائما بأنه حبار عملاق مجهول الهوية بالنسبة إلينا .
10 من أبرز ما قيل عن الكراكين عبر التاريخ :
1- لا يمتلك صفات سحرية ولكن حجمه المهول كفيل بأن يجعله مرعبا بما يكفي .
2- لا يوجد كراكين واحد فقط ولكن يوجد العديد منهم وربما يشترك أكثر من واحد في مهاجمة سفينة واحدة الأمر الذى يجعل لا فكاك للسفينة ولا أمل .
3- يعتقد بعض البحارة الشماليين أن المخلوق الأسطوري يقوم بعمل دوامات بحرية عملاقة تمتص السفن للأسفل .
4- بعض العلماء الفرنسيين ألقوا باللوم علي الكراكين البحري لفقدان عشرة سفن في نفس العام .
5- السير ريتشارد أوين كان لديه رفض تام لفكرة تواجد هذا الوحش البحري الضخم وقال هو وعلماء آخرين أن هذا ما هو إلا حبار ضخم فقط .
6- كان الوحش الأسطوري منتشرا في الثقافة الشعبية النرويجية منذ القرن الثالث عشر وحينما جاءت السينما والقصص المصورة ظهر فيها وبشدة ، حيث كان أكوامان من عالم قصص دي سي المصورة يستطيع التحكم فيه وأمره بمهاجمة أي شخص .
7- لدي بعض العلماء دليل علي تواجده يعتمد علي أن هناك عظام لحيوانات ضخمة في البحار اختفت نتيجة لأن هناك كائنات مهولة الحجم التهمتها وهو ما ينطبق عل كراكين .
8- كان أول وصف للكراكين بأنه كائن صخم يشبه السلطعون .
9- لا توجد سفينة بضخامة هذا الوحش حتي الآن حسب وصف البحارة بل أنه أشبه بجزيرة صغيرة في وسط المحيط من ضخامة حجمه .
10- هناك خلط بين كراكين الأساطير وبين كتولو وحش لافكرافت الرهيب الذى وصفه في قصص الرعب الخاصة به .