حكم استخدام جوزة الطيب سؤال يبادر على أذهان العديد، وهل استخدامها حلال أم حرام، وهل يقع على من يستخدمها معصية ؟ سوف نجيب على هذه الاسئلة خلال السطور القادمة .
قد يهمك كذلك
حكم استخدام جوزة الطيب
هي عبارة عن ثمرة من نبات طبيعي ، ومعروفة منذ قديم الزمان، وتكثر زراعتها في الهند، تستخدمها بعض ربات البيوت والمطاعم، كنوع من أنواع التوابل في الطعام، وكمادة منكهة للأكل بأنواعه، وقد استخدمها قديماً القدماء المصرين دواء لآلام المعدة وطرد الريح ، وهى لونها بنى مخطط بخيوط بيضاء ، ولكن انتشرت الأقاويل حول موضوع الحرام والحلال في استخدامها .
فهناك من يحرم استخدامها تحريماً تاماً :
وتعتبر جوزة الطيب من أكثر الأعشاب المثيرة للجدل بين الفقهاء، بل يصل الأمر إلى تحريم استخدامها في بعض الدول، لاعتبارها من المواد المسكرة والمسببة للهلوسة، حيث حرمها بعض الفقهاء سواء تناول القليل منها أو الكثير، مثل فقهاء الشافعية والحنابلة والمالكية والحنفية ودليلهم على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ” وهنا يبين لنا صلوات الله عليه أن أي شيء يسبب الإسكار، ويغيب العقل فهو محرم ولا يجوز تناوله .
وقد قال عنها بعض العلماء انها تحتوي على مادة دهنية، تعرف بدهن الطيب وتحتوي هذه المادة على 4%مواد مخدرة، وهى إذا استخدمت بكميات كبيرة تتسب في حدوث هلوسة، وقد وصفها ابن العماد بأنها حشيشة ، وقد وصفها ابن دقيق العيد أن هذه الجوزة مثل البنج.
فهذه الفئة من الأئمة والعلماء تحرم جوزة الطيب تحريما تاما، سواء تناول القليل أو الكثير منها، استنادا إلى قول الرسول “صلى الله عليه وسلم” (ما أسكر كثيره فقليله حرام) .
وهناك فئة تحلل تناولها بمقدار :
ولكن بمقدار أي أنه يجوز استخدام القليل من جوزة الطيب ويحرم الكثير، فقد صرح بعض العلماء أن استعمالها في إصلاح نكهة الطعام، بكميات قليلة لا تؤدي إلى الإسكار أو التخدير، حيث قال الدكتور وهبة الزحيلي : أنه لا مانع من استعمال القليل منها لإصلاح الطعام، ولكن استعمال الكثير حرام، ومن الأفضل منعها حتى وإن كانت نسبتها قليلة.
ولقد سئل الإمام الرملي عن أكلها هل هو حلال أم حرام ؟
فقال :انه يجوز إن كان قليل ويحرم إن كان كثير .
ونجد أن المالكية والشافعية فرقوا ما بين الخمر وجوزة الطيب من خلال :
1- العقوبة : حيث أن هناك فرق بين ما يتناول كمية كبيرة منها ومن يتناول مسكرات، فالأول لا يقع عليه عقوبة أما الثاني يعاقب 2.البيع : فمن يبيعها لا جرم عليه على عكس بائع الخمر.
3- النجاسة : فهي لا تقع في حكم النجاسات مثل الخمر التي لابد التطهر منها.
جوزة الطيب مفترة وليست مسكرة : أي انها لا تصل إلى حد الإسكار الذى تصاحبه النشوة واللذة، وهو فرق مهم جداً بينها وبين الخمر
و على هذا الأساس أنه لا حرج في استعمال القليل منها لإصلاح الطعام ، فهي ليست من المسكرات، وهى لا تدخل في الحديث الشريف (ما أسكر كثيره فقليله حرام)
ومن هنا نجد ان هناك من يحرم استخدامها تحريم تام ، سواء القليل منها أو الكثير ويضعونها موضع المحرمات، وهناك فئة أخرى تبيح استخدامها، ولكن بكميات قليلة استناداً إلى أنها لا تعد من المسكرات والخمور ، ويقولون أنها تخرج من قاعدة ( ما أسكر كثيره فقليله حرام )