تطور الجوكر عدو باتمان اللدود “جاريد ليتو” .. قدم تغييرا كبيرا فى شخصية الجوكر ، وخاصة بعد أداء “هيث ليدجر” الأسطورى فى فيلم “The Dark Knight ” ، إلا أن الأداء الخاص به كان في منتهي السوء .
فكان عليه تقديم شخصية مختلفة للجوكر فى “Suicide Squad ” ، ولكن فى الحقيقة لم يكن على المستوى الذى توقعه الجميع أو حتى اقترب منه ، فجاء خواكين فينيكس في 2019 وقدم ما لا يمكن توقعه في تغيير كبير للغاية يلقي الضوء علي العديد من الأمور في تلك الشخصية .
ولكن ما هو تاريخ ومتغيرات تلك الشخصية الشهيرة والتى يعد أشهر شرير فى عوالم القصص المصورة عبر 75 عام من الجوكر ؟
تطور الجوكر عدو باتمان اللدود .. عبر الزمن :
الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين
ظهر الجوكر لأول مرة فى العام 1939 فى القصة رقم 27 من سلسلة كوميكس باتمان ، وفى تلك القصة تم طعنه بالقلب ، بعد صراعه مع “باتمان” ومساعده “روبين” ، إلا أنه فيما بعد تم توضيح نجاته من هذا الهجوم الضارب .
ليصبح بعد مرور العام الكامل أكثر عدو مطلق لباتمان ، ولكن مجمل الجرائم الوحشية التى كان يرتكبها كانت شنيعة لدرجة أنه لا يمكن أن يتم نشرها فى قصص للأطفال ، ليحوله بعدها المنتجون إلى سارق محترف لكى يمكن تسويقه بشكل أفضل فى قصص مصورة موجهة للأطفال ، أقل وحشية .
الستينات
كان الجوكر مستمرا فى الظهور بنفس النمط الخاص بالخمسينات والأربعينات ، حتى تولى رئاسة تحرير مجلة “باتمان” “جوليوس شوارتز” والذى كان يكره شخصيته بشدة مما أدى لتقليل ظهوره للغاية حتى يكاد لا يظهر إلا فى أوقات قليلة .
ظهرت شخصية الجوكر فى المسلسل التلفزيونى Batman -TV Series والذى كان منذ عام 1966 حتى عام 1968 ، قبل ذلك المسلسل كان الجوكر تقريبا ، متوفيا ، لا وجود له ، ولكن بعدها انتشرت شخصيته فى القصص المصورة وأصبح العدو الأكثر ظهورا لباتمان ، بالتزامن مع قوة ظهور “البطريق” وتساوى معه فى درجة الظهور تقريبا ، كما ظهر فى كرتون بعنوان “The Adventures of Batman” وكان الأداء الصوتى بواسطة “لاري ستورش”
السبعينات
بعد انتهاء مسلسل “باتمان” فى الستينات كانت شعبية الجوكر قد ارتفعت إلى درجة كبيرة ، الأمر الذى جعل المنتجين يفكرون فى عودة الشخصية من جديد إلى الصورة وانتاج مسلسل آخر يكون هو العدو الرئيسى لباتمان ، ولكن قد قرروا فى تلك المرة عودة الجوكر إلى جذوره كقاتل وحشى لا يرحم .
وفى تلك المرحلة كان القرار على ظهور الجوكر بالإضافة لوحشيته الشديدة ، أنه مجنون بالكامل ، وحشى ، يمتلك ذكاء كبير ، يسبح ما بين العبقرية والجنون أحيانا .
كان الجوكر ما يزال محافظا على شخصيته كسارق محتال ، ونصاب محترف ، ومتلاعب كبير بالعقول ، فى عالم الرسوم المتحركة ، مع وجود فئة كبيرة من الأطفال التى تتابعها .
الثمانينات
فى تلك الفترة بدأت شخصية باتمان فى القصص المصورة ، تتجه للشكل الأكثر سوداوية وكئابة ، بحيث أنه قد أخذ الخطوط الرئيسية والذى سار عليها تقريبا حتى اليوم ، وشهد ذلك العصر فى أواخر الثمانينات إطلاق أهم قصة جمعت بين الجوكر وباتمان وهى “النكتة القاتلة” فى عام 1989 ، والتى احتوت على قصة حياته الأهم والأشهر .
فى أواخر الثمانينات تم إطلاق فيلم “Batman” والذى كان من بطولة “مايكل كيتون” والذى قام بأداء شخصية باتمان وكان الفيلم من إخراج “تيم بارتون” وقام بأداء شخصية الجوكر “جاك نيكلسون” فى أداء عبقرى لم يكن له مثيل ، وكانت شخصية باتمان فى الفيلم مستوحاه من كل تطورات باتمان عبر الأربعينات والخمسينات وحتى السبعينات بالإضافة للعديد من الأمور الجديدة للشخصية والذى أضافها “تيم بارتون” لها كما كان “الجوكر” أيضا على نفس المنوال فهو سارق وقاتل وكاذب ومدعى وبه كل الصفات المتناقضة والجنونية ولكن سيطر عليه “جوكر السبعينات” أكثر ، كما تم إطلاق لعبة فيديو لباتمان فى أواخر الثمانينات مع بداية هوس الفيديو جيم .
التسعينات
ظل نهج”تيم بارتون” الذى وضعه فى الفيلم للجوكر متخذا بعد ذلك لشخصية الجوكر فى القصص المصورة ، فهو مجنون وقاتل وحشى سارق ، ويتمتع بذكاء كبيرة للغاية .
ولعل ظهور سلسلة”Dark Knight” المصورة فى تلك الفترة هى أكثر ما أوضحت لقاءات الجوكر بباتمان وتبلور العلاقة بينهما ، والصراع الدائم وحتى أول ظهور للجوكر فى مواجهة باتمان ، كعدو أكبر لفارس الظلام المكتئب .
فى تلك الفترة شهدت أصدار حلقات مسلسل باتمان بتقنيات التسعينات ، وفيها تم رسم الخطوط العريضة للجوكر وباتمان سويا مثل سجن أركام ، والمجرمين به ، والجنون الذى يمتاز به أعداء باتمان ، ولكن تم التوضيح بشدة والتركيز على أن الجوكر ، أحد أخطر وربما أخطر على الإطلاق من كانوا أعداء باتمان ، لتفوقه الرهيب فى الذكاء ، ودراسته لشخصية باتمان باستمرار حتى أصبح مهووسا به ، وربما كانت أهم فترة تم فيها تجسيد الجوكر لأن المسلسلات استمرت لعقدين من الزمن فى نجاح مستمر .
الألفينات
كانت شعبية باتمان قد انخفضت إلى حد كبير للغاية فى تلك الفترة مع بداية الألفينات، وساهم فى ذلك الفيلمين السيئين للغاية “Batman Forever” و “Batman & Robin” والذين اعتبرا كأسوأ فيلمين تم تقديمهما عن باتمان على الإطلاق .
ولكن أتى “كريستوفر نولان” فى عام 2005 ليبدأ ثلاثية رائعة بدأها بفيلم “Batman Begins” ورغبة باتمان الشديدة فى الإنتقام ، وقدم “نولان” ومتميزة للغاية لشخصية باتمان أدت لعودة باتمان تحت الأضواء بشدة من جديد ، ومع عودة باتمان تم إلقاء الضوء على العدو الأشهر “الجوكر” وتم تقديم الجزء الثانى من السلسلة “The Dark Knight ” والذى كان فيه “هيث ليدجر” صاحب دور الجوكر بأداء كان أقل ما يقال عنه مذهل ، وحصل “ليدجر” على الأوسكار عن الدور ولكن بعد موته نتيجة لتقمسه الدور وانغماسه فيه لدرجة غير مسبوقة ، كما ظهرت سلسلة ألعاب Batman Arkham” فى عام 2009 بإمكانيات مذهلة وقصة رائعة لتكمل تجسيد شخصية باتمان وصراعاته مع الجوكر وأعداءه المختلفين ، وكان باتمان فى تلك الفترة قد أصبح نجم المرحلة فى السينما والقصص المصورة وكذلك فى عالم الألعاب ، ومع باتمان وظهوره يأتى جوكر وتميزة .
ما بعد عام 2010
تمت الإشارة فى القصص المصورة بعد عام 2011 إلى مقتل الجوكر ، ولكن إنه مثل العنقاء لا يموت بتلك السهولة ، فقد عاد من جديد وتعافى من الإصابات السابقة..
وتم انتاج اللعبة الجديدة لباتمان عام 2011 من سلسلة “Arkham” فى جزء يظهر فيه الجوكر بذلك المنعطف المستمر من الجنون والذكاء الذى لا حد لهما ، وبلغت شعبية الجوكر فى تلك المرحلة أن الشركة مصممة اللعبة جعلت هناك وسيلة أخرى لإعادة اللعب بشخصية “الجوكر” عوضا عن شخصية باتمان حينما تصل لنهاية اللعبة لأول مرة .
فى العام 2016 تم إطلاق فيلم “Suicide Squad” ومن الواضح أن “جاريد ليتو” قد بذل مجهودا كبيرا لكى يظهر بشكل مميز ومختلف عن “جوكر” كل العهود الماضية ، ولكن الأداء كان مخيبا للغاية .
في العام 2019 ظهر النجم خوانكين فينيكس في فيلم خارج عالم دي سي “DC Extended Universe” .. بعنوان The Joker و ظهر الاداء مختلفا لشخصية الجوكر كما توقع الجميع استحق عليه النجم جائزة الأوسكار في أداء مميز ، ألقي الضوء علي جوانب غير مسبوقة في شخصية الجوكر .
والآن نحن بصدد الجوكر الجديد في عالم دي سي ، ومستعدين ومتشوقين للغاية لنري ماذا بعد خوانكين فينيكس وأداه الغير تقليدي ؟