المهلب بن أبي صفرة …. هو المهلب بن ظالم بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك .. وكنيته أبو سعيد بن أبي صفرة .
ميلاد ونشأة المهلب بن أبي صفرة
ولد المهلب بن أبي صفرة في عمان ، قبيلة أزد ، وأبيه هو ظالم بن سراق
ويقال أنه أسلم في عهد النبي ولما وفد عليه أمره النبي أن يُغيَّر اسمه من ظالم إلى أبي صفرة.
ويقال أيضًا أن أبو صفرة كان مسلمًا فى عهد النبي ، ولم يفد عليه ، وانما من وفد إليه هو سيدنا عمر بن الخطاب في عشرة من ولده.
وكان المهلّب أصغرهم ، فظّل عمربن الخطاب ينظر إليهم ويتوسّم ، ثم قال لأبي صفرة : هذا سيّد ولدك.
سمات شخصية المهلب بن أبي صفرة ومواقفه
تمتع المهلب بن أبي صفرة منذ صغره بالذكاء ، والشجاعة ووالوفاء بالوعد وأخلاق الفرسان العظام والبسالة والكرم والصبر والاقدام
والحكمة ومع تطور عمره ظهرت عليه قدرته على القتال وإدارة المعارك بكفاءة عالية.
ومن أشهر المواقف التي أظهرت ملامح شخصية المهلب بن أبي صفرة ، أنه أقبل يوما من إحدى غزواته فقابلته امرأة
وقالت له يا أيها الأمير إني نذرت إن أنت أقبلت سالما أن أصوم شهراً ، وتهب لي جارية وألف درهم ..
فضحك المهلب بن أبي صفرة ، ورد عليها قائلاً : قد وفينا نذرك فلا تعودي لمثلها فليس كل أحد يفي لك به.
قد يهمك: قصة ايوب عليه السلام ذو البلاء
ويروى أيضًا عن المهلب بن أبي صفرة ، أنه ذات يوم أوقفه رجل وقال له : أريد منك حويجة ، وهي تصغير حاجة
فقال له المهلب بن أبي صفرة : أطلب لها رجيلا.. أي تصغير رجل ، يعني أن مثلي لا يسأل إلا حاجة عظيمة.
ويذكر أيضًا أن المهلب بن أبي صفرة ، كان يوصي خدمه أن يقوموا بتقليل الماء ويكثروا من الطعام
عندما يكون عنده ضيوف بدون علمهم ، وذلك حتى لا يملأ الضيوف بطونهم بالماء ويملؤها من الطعام.
وكان المهلب بن أبي صفرة حكيما في آرائه ، فيروى أنه حينما حضرته الوفاة
دعا إليه ابنه حبيبا ومن حضره من ولده ، ودعا بسهام فحزمت ، ثم قال : أفترونكم كاسريها مجتمعة ؟ قالوا لا
قال : فهكذا الجماعة ، فأوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم ، فإن صلة الرحم تنسئ في الأجل وتثرى المال وتكثر العدد.
وأنهاكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار، وتورث الذلة والقلة، فتحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم.
المهلب بن أبي صفرة قائد عسكري
أول مشاركات المهلب بن أبي صفرة عبرت عن كونه قائد عسكري
هي غزو سجستان عام 42 هجريًا ، الموافق 662 ميلاديًا ، وجاءت مشاركته في الغزوه تحت قيادة عبد الرحمن بن سمرة.
وعام 664م الموافق 44هـ ، قام المهلب بن أبي صفرة بغزو ثغر السند ، وبعدها غزو بلاد الهند والغنيمة منها.
وفي عام 50 هجريًا يذكر أن المهلب بن أبي صفرة كان له دورًا عظيمًا في غزو جبل الأشل تحت قيادة والي خرسان الحكم بن عمرو الغفاري
وقام المهلب بن أبي صفرة بدور محوري في تلك الغزوة حيث قلب دفة المعركة لصالح جيش المسلمين بعد أن كادوا يفتك بهم
عندما حوصر جيش المسلمين، وكانوا لا يعرفون الطرق والشعاب كما يعرفها أهلها
فتولّى المهلّب بن أبي صفرة الحرب، وظلّ يحتال ، حتى أخذ عظيما من عظمائهم
وقال له: اختر بين أن أقتلك ، وبين أن تخرجنا من هذا المضيق ، فنجا وغنموا غنيمة عظيمة ، في تلك الغزوة .
قد يهمك: تعرف علي قصة حياة خضر التوني
مواقف في حياة المهلب بن أبي صفرة
في عام 56هجريًا، خرج المهلب بن أبي صفرة ومعه أوس بن ثعلبة التيمي صاحب قصر أوس
وطلحة بن عبد الله الخزاعي مع معاوية سعيد بن عثمان بن عفان والي خراسان وخراجها
في عهد خلافة معاوية بن أبي سفيان ، لغزو سمرقند ، وفي تلك الغزوة قلعت عين المهلب بن أبي صفرة
كما قلعت أيضاً عين طلحة بن عبد الله الخزاعي الملقب بطلحة الطلحات.
وفي عام 61هـ خرج المهلب مع والي خراسان الجديد سلم بن زياد في عهد يزيد بن معاوية
وقد خرج معه للقتال كل من ابن الأثير وابن أعثم ، وتجهز سلم بن زياد بجيش عظيم ليغزو بلاد الترك
اقرأ هنا: قصة عباس بن فرناس
وكان المسلمون قبل ذلك لا يشتون في تلك البلاد فشتّى بها سلم بن زياد وبعث المهلب إلى خوارزم إحدى مدن الترك
فحاصرهم حتى صالحوه على مبلغ مالي كبير ، وتعتبر تلك الغزوة بداية انتصارات كبيرة حققها المسلمون في نواحي سمرقند حتى تمكنوا من هزيمة خاتون ملكة بخارى
والتي كانت قد تحالفت مع طرخون ملك الصغد كمحاولة للتصدي لجيش المسلمين
إلا أن المسلمين تمكنوا في نهاية الأمر من تحقيق النصر مما جعلها تضطر لطلب الصلح معهم ، فصالحوها على أموال كبيرة دفعتها لهم.
ولاية المهلب بن صفرة لخرسان
في عام 78هجريًا الموافق 697م ، قام الحجاج بن يوسف الثقفي، بتعيين المهلب والي على خرسان
وقد قام بن أبي صفرة خلال فترة ولايته بفتوحات في بلاد ما وراء النهر ، مثل إقليم الصغد وغزو خوارزم وفتح جرجان ، وفتح طبرستان
وقد فرض سيطرة الدولة الأموية على مساحات واسعة فيما وراء النهر
مما كان له أثر في إثراء الحضارة الاسلامية في تلك المنطقة ، فهي البلاد التي خرج منها علماء وفقهاء مثال الخوارزمي و البخاري وغيرهم.
قد يهمك: قصص عن العمل الجماعي في الاسلام
أشهر أقوال المهلب بن أبي صفرة
قوله : الحياة خير من الموت، والثناء خير من الحياة، ولو أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن تكون لي أذن أسمع بها ما يقال في غد إذا مت
وقوله أيضًا : عجبت لمن يشتري العبيد بماله، ولا يشتري الأحرار بأفضاله.
وفاة المهلب بن أبي صفرة
ظل المهلب واليًا على خرسان، من عام 78هجريا ، وحتى وافته المنية في شهر ذي الحجة ، عام 83 هجريًا ، في قرية زاغول في ولاية خرسان.