الشخصية الهستيريةالهستيريا : كلمة يكثر استخدامها – بل – تكثر إساءة استخدامها – على المستوى العام ، حيث تطلق على من يظن به الجنون أو (الهبال ) بشكل أو بآخر. ولم تسلم حتى على المستوى العلمي ، من تعدد الاستخدامات لأغراض مختلفة .
كانت هذه الكلمة عند نشأة التحليل النفسى تعنى “الأعراض التحولية ” التي تطرأ على المريض الذي يعاني من مشكلة نفسية ، حيث يصاب بنوبة غريبة مفاجئة تشل حركته ، وقد تسقطه أرضا ، وقد تخرسه عن الكلام هذه الأعراض المفاجئة والتي تظهر نتيجة لصراعات نفسية داخلية يطلق عليها اليوم ” الاضطراب التحولي “
واليوم ، اضطراب الشخصية الهستيرية ، تشخيص معترف به ضمن قائمة اضطرابات الشخصية ، وعلى أن الإعتقاد السائد يتضمن أنه يحدث دائما عند النساء ، إلا انه قد يحدث لدى الرجال .
أما الشخصية الهستيرية حسب المفاهيم الحديثة فهي أكثر انتشاراً بين النساء. من صفات هذه المرأة التي تتصف بهذه الشخصية أنها تحمل دائما جرعة زائدة جدا من المشاعر ، وتبحث طوال الوقت عن اهتمام الآخرين؛ بل انها تشعر بالضيق وعدم الراحة حينما لا تكون محور الاهتمام ومدار انتباه الآخرين. وللحصول على ذلك الاهتمام ، فهي لاتتورع عن ارتداء الملابس اللافتة أو المغرية. كما تتضح هذه النزعة الإغرائية في أسلوب كلامها وضحكاتها و تعاملها مع الجنس الآخر خصوصاً.
قد يهمك كذلك
حقائق مؤكدة عن الشخصية الهستيرية :
– غالباً ما يصاحب هذا النوع من الأضطراب بعض الأضطرابات الآخرى مثل الأصابة بالأكتئاب مما يدفع صاحب هذه الشخصية الى تعاطي المخدرات، وخاصة المشروبات الكحولية، بالإضافة الى كثرة الشكاوي الجسدية الأخرى .
– بحسب الأحصائيات أن نسبة الإصابة بأضطراب الشخصية الهيسترية تتراوح ما بين 2- 3 % في عامة الناس لتصل الي 10- 15% ممن يرتادون علي العيادات الخارجية النفسية.
– اكدت العديد من الدراسات زيادة نسبة الإصابة باضطراب الشخصية من النوع الهيستري في النساء أكثر من الرجال.
علامات الشخصية الهستيرية :
1- دائماً ما تميل هذه الشخصية إلى المبالغة في الأفكار و المشاعر ليجعل كل شئ من حوله أكثر أهمية.
2- تنزعج الشخصية الهيسترية كثيراً عندما لا تكون محور اهتمام من حولها .
3- دائماً ما تعاني هذه الشخصية من عدم القدرة على الأستقرار العاطفي، لذلك فتجده دائماً يعاني من تكرار الطلاق والزواج وفشل العلاقات العاطفية.
4- يتمتع المصابون إلى حد ما بالجاذبية والإغواء إلى درجة أنهم يبدون متألقين ويتصرفون بشكل غير مناسب.
5- يبدي المصاب تبدلاً سريعاً، وسطحية في التعبير عن انفعالاته .
6- يظهر صاحب الشخصية الهيسترية سريع التقلب في المزاج و المشاعر فتجده أحياناً يتميز بروح الفكاهه والمزاح .
هذه الأفكار التحليلية لا تكون واضحة في ذهن الشخص المصاب بهذا الاضطراب ، بل تحتاج لتقييم دقيق متفحص من قبل معالج نفسي متمرس في التحليل النفسي .
ولذلك يجب التفريق بدقة بين الهستيريا والمرض العضوي، وعلى الأخصائي التأكد من خلو من الأسباب العضوية للأعراض، واستبعاد وجود مرض عضوي، ونحن نعلم أن العرض الهستيري يختلف عن العرض العضوي في انه غير دقيق من الناحية التشريحية، وقد يكون العرض الهستيري مجرد امتداد تاريخي لمرض عضوي سابق .
اقرأ كذلك
ما الذى لا تعرفه عن نيكتوفيليا Nyctophilia أو حب الليل والظلام ؟
أنسب الطرق لعلاج الشخصية الهستيرية :
تنقسم طرق علاج الشخصيه الهيستريه الي عدة طرق وهى كالآتي :
أولاً : العلاج النفسي والسلوكي :
ويتناول تركيب الشخصية بهدف تطويرها ونموها، وقد يستخدم الأخصائي التنويم الإيحائي لإزالة الأعراض، ويلعب الإيحاء والإقناع دورا هاما هنا، ويستخدم التحليل النفسي للكشف عن العوامل التي سببت ظهور الأعراض، والدوافع اللاشعورية وراءها ومعرفة هدف المرض، ويقوم المعالج بالشرح الوافي والتفسير الكافي للأسباب ومعنى الأعراض كذلك يفيد العلاج النفسي التدعيمي ومساعدة المريض على استعادة الثقة في نفسه وتعليمه طرق التوفيق النفسي السوي والعيش في واقع الحياة. و يستخدم العلاج الجماعي خاصة مع الحالات المتشابهة ويجب أن يعمل المعالج باستمرار على إثارة تعاون المريض وتنمية بصيرته ومساعدته في أن يفهم نفسه ويحل مشكلاته ويحاربها بدلا من أن يهرب منها .
ثانياً : العلاج الدوائي :
تقتصر هذه الخطوة في العلاج علي تقديم بعض العقاقير التي تقلل من الأعراض المصاحبه للمرض مثل مضادات الأكتئاب ومضادات القلق .
ثالثا : العلاج الاجتماعي البيئي :
وهو مرحلة تعديل الظروف البيئية المضطربة التي يعيش فيها المريض بما فيها من أخطاء وضغوط أو عقبات حتى تتحسن حالته .
رابعا: الإرشاد النفسي للوالدين والمرافقين كالزوج أو الزوجة :
ينصح بعدم تركيز العناية والاهتمام بالمريض أثناء النوبات الهستيرية فقط لأن ذلك يثبت النوبات لدى المريض لاعتقاده أنها هي التي تجذب الانتباه إليه.