الدوغمائية صفة يوصف بها الشخص الذي يفرض رأيه على الأخرين بالقوة والإصرار عليه دون استخدام الدليل والإقناع ويرجع أصل هذه الكلمة إلى عصر اليونان حيث كانت تعني “الجمود العقائدي” أو “التأييد الأعمى” بدون التفكير فيه ومن هذا المنطلق أطلق بعض العلماء هذا المصطلح على الأحكام الشرعية.
وسوف نوضح لكم في هذا المقال ما هي الدوغمائية وأصل تلك الكلمة
ما هو أصل كلمة الدوغمائية؟
يعود أصلها إلى مصطلح “دوغما” وهذا المصطلح ظهر في الفكر المسيحي الكاثوليكي، وكانت تعبيراً عن الطاعة العمياء لبابا الكاثوليكية الذي كانت تعاليمه ميثاقاً لا يجب مخالفته إطلاقاً،.
كما تم استخدام هذا المصطلح في العلاقات الاجتماعية والشئون السياسية تعبيراً عن الفكر المتعصب الذي يتعدى حدود المنطق
إقرأ أيضاً:
مفهوم الدوغمائية
الدوغمائية هي الكلمة المناقضة للعقلانية وهي عبارة عن مجموعة من المعتقدات السلطوية التي تضع نفسها في موضع الحق ولا تضع نفسها مجالاً للشك إطلاقاً أو تعطي احتمالاً واحداً للخطأ .
الأسباب المؤدية للدوغمائية عند الأشخاص
أثبتت الأبحاث العلمية أن الشخص الدوغمائي المتصلب في الرأي والذي يرى نفسه دائماً على صواب قد تعرض لأسباب نفسية واضطرابات نتجت عن مشكلات في ثقافتع ومعرفته مما أدى به إلى اتباع أفكار عدوانية ودوغمائية تغلغلت في بناءه النفسي والمعرفي وبدأت تعمل على تشكيل سلوكياته حتى أصبح شخص مختلف عن الأشخاص الأسوياء .
يمكنك أن:
تعرف علي شخصيتك من طريقة جلوسك بطريقة سهلة للغاية طبقا لعلم النفس
الأضرار التي تنتج عن الدوغمائية
الدوغمائية مرض يصيب من يتبعه ويؤثر على كل من حوله حيث أن من شأنها إشعال التطرف المؤدي إلى العنف، كما أنها تثير النزاعات السياسية والاجتماعية والعقائدية بين الأمم والشعوب وبين أبناء الشعب الواحد وبين أفراد الأسرة الواحدة فهي ظاهرة سلبية الأثار لم تثبت وجودها بشكل سليم وعقلاني . حيث أن التشدد في الرأي يعد من أكثر المشكلات خطورة والتي تواجه الفرد في علاقاته في المجتمع وتعيقه عن ارتقائه بين أقرانه في المجتمع، كما أنها تعد عقبة كبيرة في محاولته حل مشكلاته والمواقف التي تواجهة في حياته حيث أن حل المشكلات سيتطلب وجود فكر منظم يخلو من التعصب والتشدد ويتميز بالمرونة والتفاهم، أما التشدد في الرأي فمن شأنه فقدان الشخص لإدراكه واستبصاره في حل المشكلة مما يعوقه على تحقيق طموحاته وتطلعاته.
شاهد:
10 معلومات عن علم النفس قد لا تعرفها
الدوغمائية والفروق الفردية
تختلف صفة الدوغمائية من شخص لأخر على حسب النوع والسن والقدرة على الإنخراط في المجتمع والتفاعل في العلاقات الاجتماعية، فالطلبة المتشددين دائماً ما يكونوا أصحاب أمزجة عدوانية وغالباً ما تكون لديهم القدرة على استفزاز زملاؤهم والدخول معهم في مشكلات سلوكية، كما تختلف تلك الصفة من شخص لأخر تبعاً لسن الشخص فالتشدد في الرأي غالباً ما يقل نسبياً مع التقدم في العمر، أما بالنسبة للنوع والجنس فقد ثبت علمياً أن هذه الصفة تتوافر في الذكور أكثر منها في الإناث كما أنهم أكثر عرضة للإكتئاب. كما تختلف الدوغمائية تبعاً لتغير دخل الفرد حيث أن الفرد ذات الدخل المنخفض تزداد عنده تلك الصفة حيث يتولد لديه شعور بتدني مستوى التوافق النفسي الاجتماعي كما يتولد لديه شعور بقلة مهاراته الاجتماعية مما يجعله يحاول تعويض ذلك بتشدده في الكثير من آراءه.
وهكذا نجد كيف أن الدوغمائية يمكن أن تصنف ضمن الصفات الشخصية للإنسان ويمكن أن تصنف ضمن الأمراض النفسية ويمكن أن تصنف ضمن الميول السياسية أو الاتجاهات العقائدية فهي صفة متفرعة ذات أضرار عديدة سواء للشخص أو المجتمع بأكمله ويمكن تصنيفها بأنها فيروس يصيب الإنسان يتأثر به هو وكل من حوله.