هل الدول الكبري تستطيع التحكم في الإنترنت ؟

في الأونة الأخيرة عبرت منظمة فريدوم هاوس عن التحكم في الإنترنت و التهدد الخطير للديمقراطية قائلة بأن هنالك عدد متزايداً من الدول أصبحت تتدخل في شبكات التواصل الإجتماعي و الإنترنت كي ترصد المعارضين تماماً كما تفعل روسيا و الصين .
و طبقاً للدراسة التي أجرتها منظمة فريدوم هاوس التي تُدافع عن الحقوق في 65 بلد ففي 2017 تلاعبت 30 حكومة في الإنترنت كي تشوه المعلومات الإلكترونية .
و طبقاً لتقرير الحرية علي الإنترنت التي أجرته المنظمة فإن عمليات التلاعب بالإنترنت قد شملت إستخدام حسابات أليه أو بوتس كما يُطلق عليها و مواقع إعلامية مزيفة و معلقين مأجورين و متصيدين .

التحكم في الإنترنت والتلاعب به :

و قد أشار هذا التقرير إلي أن التحكم في الإنترنت والتلاعبات التي جرت بالإنترنت قد أثرت بشكل كبير في نتائج إنتخابات العام الماضي بثمانية عشر بلد من بينهم الولايات المتحدة .
و قد تحدث السيد مايكل إبراموفيتز رئيس منظمة فريدوم هاوس عن التدخلات الحكومية التي جرت بالإنترنت قائلاً أن إستخدام الحسابات الألية و المعلقين المأجورين من أجل نشر الدعايات الإعلامية الحكومية تم تطويرة من قبل روسيا و الصين في البداية و لكن بعد فترة وجيزة أصبحت هذه الظاهرة ظاهرة عالمية .

التلاعب بالإنترنت أصبح أمرا عالميا واقعا :

و من وجهة نظر سانغا كيلي مديرة مشروع الحرية علي الإنترنت فإن عمليات التلاعب تلك يصعب كثيراً رصدها و تُعتبر مكافحتها صعبة جداً و أصعب من أنواع أخري من الرقابة كحجب المواقع الإلكترونية و غيره .
و قد أشارت المنظمة إلي أن عام 2017 كان العام السابع علي التوالي لتراجع الحرية علي الإنترنت .
و للعام الثالث علي التوالي تحتل الصين المركز الأول من بين أكثر الدول تلاعباً بالإنترنت فهي تُعزز إجرائات الرقابة بشكل كبير و مستمر حتي إنها تُكافح و تمنع بشدة إستخدام الحسابات الزائفة كما أنها تسجن من يُعبرون عن أرائهم السياسية علي الإنترنت .

و طبقاً لتقرير الحرية علي الإنترنت ففي الفلبين يوجد جيش كبير من الكمبيوترات التي يستخدمها أشخاص يتقاضون عشرة دولارات يومياً من أجل إعطاء إنطباع بأن هنالك دعم عام لسياسة القمع الوحشي لظاهرة تهريب المخدرات ، و جدير بالذكر أن تركيا تستخدم ما يُقارب من 6 ألاف شخص يترصدون معارضي الحكومة علي شبكات التواصل الإجتماعي .

كما ذكر التقرير أن روسيا التي إتهمت بمحاولة التأثير علي الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة و أوروبا قامت بتعزيز إجرائات مراقبة الإنترنت بشكل كبير في شتي أنحاء البلاد حيث أصدرت قوانين تنص علي أن المدونون الذين يتلقون أكثر من 3 ألاف زائر في اليوم لا بد و أن يقوموا بالتسجيل لدي الحكومة ، كما أنها قد منعت محركات البحث بإبراز أي صحفات علي الإنترنت أتية من مواقع غير مسجلة .

الولايات المتحدة تدخل السباق :

و قد تحدث هذا التقرير عن الولايات المتحدة قائلاً بأنها لا تُشكل أي إستثناء حيث أن البيئة الإلكترونية بها حيوية و متنوعة كما هي و لكن التضليل و المحتويات الحزينة ذات هيمنة و تأثير كبيرة بها ، كما أن جميع الصحفيين الذين يعترضون علي مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد واجهوا جميعاً الكثير من المضايقات الإلكترونية السيئة .